قد يسير التهاب المفاصل والسكري جنبًا إلى جنب

كشفت دراسة حديثة أن العوائق التي تحول دون ممارسة النشاط البدني الوظيفي بسبب التهاب المفاصل قد تكون أحد أسباب الإصابة بمرض السكري.
هل حالة التهاب المفاصل ومقدمات السكري مرتبطة؟ يعد الخمول البدني والسمنة من العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وقد تم تحديد التهاب المفاصل ليكون عائقًا أمام النشاط البدني بين البالغين المصابين بالسمنة.
جمع تحليل حديث بين مجموعة بيانات الدراسات الاستقصائية الوطنية لفحص الصحة والتغذية (NHANES) للفترة 2009-2016، ووجد أن التهاب المفاصل بين البالغين المصابين بمقدمات السكري كان 32 بالمائة. ووجد أن الأشخاص الذين يعانون من كل من التهاب المفاصل ومقدمات السكري، وكذلك السمنة والخمول البدني، تبلغ نسبتهم 56.5 في المائة و50 في المائة على التوالي.
تكمن أهمية هذه البيانات في فهم أن العوائق الخاصة بالتهاب المفاصل التي تعوق النشاط البدني يمكن أن تكون أحد أسباب الإصابة بمرض السكري، كما يوضح الدكتور كريشنا سوبرامانيام، كبير أطباء العظام وجراحي العظام جراح استبدال المفاصل في مستشفيات يشودا.
تشير دراسة حديثة نشرت في تقرير أسبوع المراضة والوفيات إلى أن واحدا من كل ثلاثة من البالغين المصابين بالتهاب المفاصل كانوا أيضا في حالة ما قبل السكري؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا؟
يعتبر مرض السكري وآلام المفاصل حالات مستقلة. قد يكون ألم المفاصل استجابة لمرض أو إصابة أو التهاب المفاصل. يمكن أن يكون مزمنًا (طويل الأمد) أو حادًا (قصير الأمد). وينجم مرض السكري عن عدم استخدام الجسم لهرمون الأنسولين بشكل صحيح، أو عدم إنتاجه بشكل كافي، مما يؤثر على مستويات السكر في الدم. يمكن أن تؤثر حالة السكر في الدم المرتبطة بالهرمونات على صحة المفاصل بعد الإصابة بمرض السكري. ولكن ليس بالضرورة أحد أسباب تطور المرض.
هل هذا يعني أن من يعاني من حالة التهاب المفاصل يجب عليه التحقق من نشاطه البدني حتى يمكن إبعاد السمنة ومرض السكري؟
هشاشة العظام (OA) هو الشكل الأكثر شيوعا من التهاب المفاصل. قد يكون سببها أو تفاقمها هو الوزن الزائد. الزراعة العضوية لا تنتج بشكل مباشر عن مرض السكري. وبدلا من ذلك، فإن زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 والتهاب المفاصل العظمي. السمنة هي السبب الرئيسي في كلتا الحالتين.
وفي التهاب المفاصل نجد أن النشاط البدني محدود بسبب الألم. ولهذا السبب، هناك فرصة للإصابة بمرض السكري.
ما هو تأثير هذه الدراسة في مهن الرعاية الصحية؟
أصبح الوزن الزائد الآن عامل خطر للإصابة بأمراض مختلفة. في حالة هشاشة العظام أيضًا، يتم التركيز بشكل رئيسي على التحكم في الوزن. الوزن الزائد يضع المزيد من الضغط على العظام. وبالمثل، بالنسبة لمرضى السكري والذين يعانون من الوزن الزائد، فإن التحكم في مستويات السكر في الدم يمثل تحديًا أيضًا. جوهر هذه الدراسة هو إدارة التهاب المفاصل بشكل فعال لدى المرضى بحيث يتم التحكم في وزنهم وبالتالي لا يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم لديهم. ينتشر التهاب المفاصل بشكل أكبر بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، بنسبة تصل إلى 55 بالمائة. في هذه الحالة، يمكن أن يشكل النشاط البدني تحديًا. لكن يجب اعتماد برامج محددة من شأنها أن تبقيهم نشيطين بدنيًا. تبلغ نسبة انتشار التهاب المفاصل لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 44 عامًا 10.1 بالمائة، ومن 45 إلى 64 عامًا 34.8 بالمائة. في كلتا الفئتين، من الممكن إدارة أفضل وأكثر فعالية من خلال نصحهم بأنظمة التمارين الرياضية التي لن تؤذي مفاصلهم ولكنها ستساعد في تجنب السمنة. وينصح لهم المشي والسباحة وكذلك تمارين اليوغا. يجب أن تكون برامج تدريب القوة الأخرى موجهة بشكل احترافي بحيث يتم الاعتناء بمفاصلهم وعدم تعرضهم للأذى.
أولئك الذين يعانون من التهاب المفاصل يعانون من آلام حادة وغالباً ما يشكون من عدم القدرة على القيام بأي نشاط بدني. وفي هذه الحالة كيف يمكن إرشادهم؟
لقد وجدنا أن أولئك الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا خفيفًا ولكن وظيفيًا قادرون على إدارة حالة التهاب المفاصل لديهم بشكل صحيح. ومن هنا يتم التركيز على البرامج الموجهة حيث يكون لدى أخصائي العلاج الطبيعي فكرة عما هو مناسب للشخص. ثم يتم إعطاء كل واحد منهم نظامًا محددًا. كما تم العثور على المشي الخفيف للمساعدة حيث أن هناك حركة مستمرة ومن ثم يكون الجسم قادرًا على بنائها إلى المستوى التالي. تستغرق الحالات المركبة مثل التهاب المفاصل والسمنة وعدم ممارسة النشاط البدني المناسب الكثير من الوقت لتتراكم. لكن التمارين الرياضية ستساعد على تحسين الوظيفة البدنية، والتنقل، وتقليل مستويات الجلوكوز في الدم مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتخفيف الألم المرتبط بالتهاب المفاصل. إن النشاط البدني المناسب مع التحكم في الوزن هو أفضل استراتيجية للإدارة الذاتية للوقاية من التهاب المفاصل والسكري. هناك أدلة كافية على أن فقدان الوزن يمكن أن يساعد بدوره في تقليل آلام المفاصل وتحسين وظيفتها. يمكن أن يؤدي انخفاض الوزن بنسبة 2 بالمائة خلال 5.1 أسبوعًا إلى تقليل الألم والإعاقة الوظيفية لدى المرضى الذين يعانون من التهاب مفاصل الركبة والسمنة.
نبذة عن الكاتب -
دكتور كريشنا سوبرامانيام، استشاري جراحة العظام، مستشفى ياشودا، حيدر أباد. تشمل خبرته التهاب المفاصل وجراحات استبدال المفاصل وإدارة الإصابات الرياضية والعمليات الجراحية بالمنظار للركبة والكتف والورك.