حدد صفحة

اضطرابات النوم: استكشاف ما يعطل نومنا وكيفية إصلاحه

اضطرابات النوم: استكشاف ما يعطل نومنا وكيفية إصلاحه

النوم الجيد عاملٌ مهمٌّ يُسهم في صحة الفرد وعافيته. ومع ذلك، يميل عددٌ كبيرٌ من الناس إلى المعاناة من اضطرابات النوم، مما يُعيق بلا شكّ أداء أنشطتهم اليومية. لا يُؤدي الحرمان من النوم الجيد إلى التعب فحسب، بل يُمكن أن يُؤثّر أيضًا على الصحة البدنية والنفسية للشخص، بالإضافة إلى تأثيره على التفكير والقدرة على أداء الأنشطة اليومية. تشمل هذه الاضطرابات الأرق البسيط، الذي قد يكون عرضيًا، وفي الحالات الأكثر خطورة، أمراض النوم مثل انقطاع النفس النومي أو الخدار. في هذه المدونة، نُوضّح اضطرابات النوم المختلفة، ونُوضّح علاماتها ومظاهرها، ونشرح تأثيرها على حياتنا اليومية.

ما هو اضطراب النوم؟

اضطرابات النوم هي تلك التي تعيق قدرة الجسم على الحصول على قسط كافٍ من الراحة والبقاء مستيقظًا. يؤثر أكثر من 80 اضطرابًا في النوم على جودة النوم وتوقيته وكميته واستيقاظه. قد يُشخَّص اضطراب النوم عندما يعاني الأفراد من اضطراب في النوم المنتظم، أو يشعرون بالنعاس الشديد حتى بعد النوم لأكثر من سبع ساعات في الليلة السابقة، أو يجدون صعوبة في أداء المهام اليومية.

ترتبط العديد من المشاكل المصاحبة بصعوبات النوم، بما في ذلك المشاكل الجسدية والنفسية. تُسهم مشاكل النوم في حدوث مشاكل الصحة النفسية، والعكس صحيح. إلى جانب ذلك، هناك بعض الحالات النفسية الأخرى التي تُسبب أيضًا مشاكل النوم. غالبًا ما تختفي هذه المشاكل بعد تلقي العلاج للحالة الكامنة.

لذلك، من الضروري تشخيص الحالة وعلاجها في أسرع وقت ممكن في حال الاشتباه في إصابتها باضطراب في النوم. وتتفاقم آثار اضطرابات النوم إذا تُركت دون علاج، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية أخرى.

أنواع اضطرابات النوم

قام التصنيف الدولي لاضطرابات النوم (ICSD) بتحديث معايير تصنيف اضطرابات النوم بناءً على الأعراض، والفيزيولوجيا المرضية، وأجهزة الجسم. تشمل الفئات المدرجة في الطبعة الجديدة من الطبعة الثالثة، ICSD-3R، ما يلي:

  • الأرق.
  • اضطرابات التنفس المرتبطة بالنوم.
  • الاضطرابات المركزية لفرط النوم، وتسمى أيضًا اضطرابات النوم المفرطة
  • اضطرابات النوم والاستيقاظ في الإيقاع اليومي
  • باراسومنياس
  • اضطرابات الحركة المرتبطة بالنوم

ملحوظة: ويقوم التصنيف الدولي لاضطرابات النوم أيضًا بالتحديث بشكل دوري بحيث يعكس اضطرابات النوم الجديدة بالإضافة إلى تصنيفها.

ومن الجدير بالذكر أن هناك أكثر من 80 نوعًا مختلفًا من اضطرابات النوم، ومن بين أكثرها شيوعًا ما يلي:

  • الأرق المزمن: عدم القدرة على النوم أو البقاء نائمًا معظم الليالي لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وهو ما يرتبط بضيق كبير أو ضعف في المجالات الاجتماعية أو المهنية أو غيرها من المجالات المهمة للأداء ويؤثر على النوم.
  • توقف التنفس أثناء النوم: الشخير مع انقطاعات التنفس العرضية أثناء النوم، مما يعطل النوم.
  • متلازمة تململ الساقين: رغبة لا تقاوم في تحريك الساقين أثناء الراحة.
  • حالة الخدار: مشكلة في تنظيم النوم تتميز بنوبات مفاجئة من النعاس أو الخمول.
  • اضطراب النوم الناتج عن العمل بنظام الورديات: ويجد الشخص صعوبة في النوم والاستيقاظ، ويشعر بالنعاس عندما لا ينبغي له ذلك.
  • متلازمة تأخر مرحلة النوم: الذهاب إلى الفراش بعد ساعتين على الأقل من الوقت الذي يشعر الفرد أنه يجب أن ينام فيه؛ كما يواجهون صعوبة في الاستيقاظ والوصول إلى المدرسة أو العمل في الوقت المحدد.
  • اضطراب سلوك النوم السريع: عدم القدرة على تمثيل الأحلام أثناء مرحلة حركة العين السريعة (REM) أثناء النوم.

أعراض اضطرابات النوم

تختلف أعراض اضطرابات النوم حسب الاضطراب وقد تكون نتيجة لحالة أخرى، ومع ذلك، تشمل الأعراض العامة ما يلي:

  • عدم القدرة على النوم أو النوم أكثر من 30 دقيقة
  • لا أستطيع البقاء نائما طوال الليل تقريبا
  • يستيقظ كثيرًا ولا يستطيع الذهاب إلى الفراش للنوم مرة أخرى
  • أوقات الشخير واللهاث والاختناق أثناء النوم
  • الحاجة إلى التحرك أثناء وقت الراحة
  • اضطرابات في دورات التنفس
  • تشوهات أو أحاسيس غير مرغوب فيها أثناء النوم
  • حركات غير عادية أثناء النوم
  • قلة التركيز
  • المزاج الاكتئابي المرتبط بزيادة وزن الجسم
  • لا أستطيع التحرك عند الاستيقاظ وأكثر

تشمل الأعراض النهارية ما يلي:

  • كثرة القيلولة أثناء النهار أو النعاس أثناء أداء المهام العادية
  • تغيرات سلوكية مثل عدم القدرة على التركيز أو فقدان الانتباه
  • تغيرات في المزاج مثل الانزعاج وعدم القدرة على التحكم
  • صعوبة في الوفاء بالمواعيد النهائية أو أهداف الأداء
  • الحوادث المتكررة والسقوط وأكثر من ذلك

أعراض اضطرابات النوم

لا تتجاهل الأمر إذا كنت تعاني من الأعراض المذكورة أعلاه!

حدد موعدًا الآن.

أسباب اضطرابات النوم

تتنوع اضطرابات النوم، ويمكن تصنيفها إلى مشاكل سلوكية، واختلالات في الإيقاع اليومي، واضطرابات في الاستنشاق، وعدم القدرة على بدء النوم، أو النعاس المفرط أثناء النهار. وتعتمد الأسباب والعواقب على عوامل مثل الاستنشاق، وعدم القدرة على بدء النوم، أو النعاس المفرط أثناء النهار. ومع ذلك، هناك العديد من عوامل الخطر التي قد تجعل الشخص يُعاني من اضطراب النوم. ومن ثم، تشمل أسباب اضطرابات النوم ما يلي:

العمر والجينات:

  • قد يكون التقدم في السن عاملاً مساهماً في اضطرابات النوم، إذ تزداد بعض هذه الاضطرابات لدى الأطفال، بينما تزداد لدى الآخرين مع التقدم في السن. ينام كبار السن عادةً أقل، ويعانون من نوم أقل عمقاً مع تقدمهم في السن. كما أنهم يستيقظون بسهولة.
  • يمكن للعوامل الوراثية أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم مثل الأرق ومتلازمة تململ الساقين والمشي أثناء النوم وانقطاع النفس أثناء النوم.

حالات طبيه:

  • الحالات الطبية مثل مرض باكنسون, التصلب المتعدد، وإصابات الدماغ الرضحية تزيد من خطر الإصابة باضطرابات النوم.
  • مرض القلبيمكن أن تؤدي أمراض الرئة والسرطان والسكري والألم المزمن إلى زيادة خطر الإصابة بالأرق.
  • يمكن أن تؤدي السمنة وقصور القلب إلى زيادة خطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم وانقطاع النفس المركزي أثناء النوم.

حالات الصحة العقلية:

  • يمكن أن يؤثر التوتر والاكتئاب والقلق وغيرها من حالات الصحة العقلية على النوم.
  • يمكن أن تؤدي الكوابيس، أو التحدث أثناء النوم، أو المشي أثناء النوم إلى اضطراب النوم.

تغييرات الجدول:

  • قد يكون فارق التوقيت أو العمل بنظام المناوبات مسؤولاً عن التدخل في النوم.

الأدوية والعقاقير:

  • يمكن أن تؤثر بعض الأدوية والكافيين والكحول والمخدرات الترفيهية على النوم.

الربو والحساسية، وغيرها من التنفس:

  • قد تُسبب الحساسية ونزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي العلوي صعوبة في التنفس ليلًا. وقد يُصبح النوم مستحيلًا عند وجود صعوبة في التنفس عبر الأنف.

ألم مزمن:

  • الألم المزمن، نتيجة لبعض الحالات الطبية، بما في ذلك التهاب المفاصل، ومتلازمة التعب المزمن، فيبروميالغيا, مرض التهاب الأمعاءالصداع المتكرر، وآلام أسفل الظهر، قد تمنع الشخص من النوم، وقد توقظه بعد ذلك. قد تؤدي اضطرابات نمط النوم، مثل الألم العضلي الليفي، إلى تفاقم الألم المزمن.

تشخيص اضطرابات النوم

تُشخَّص اضطرابات النوم باستشارة أخصائيي النوم الذين يستمعون إلى مخاوف المريض ويضعون خطةً شخصية. يُجري الأخصائي فحصًا، وقد يُطلب من المريض تدوين بيانات نومه. فيما يلي بعض الاختبارات التي قد تُقترح لتشخيص اضطرابات النوم:

  • فن الكتابة: هذا جهاز مراقبة يُلبس على المعصم، يقيس حركة الذراعين والساقين أثناء النوم. يتتبع دورات النوم والاستيقاظ، ويساعد في تحديد مدى فعالية علاج اضطرابات النوم.
  • تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG): يُقيّم هذا الاختبار النشاط الكهربائي في الدماغ لتحديد المشاكل المحتملة المتعلقة بهذا النشاط. وهو جزء من تخطيط النوم.
  • دراسة النوم: يتم تسجيل موجات الدماغ ومستويات الأكسجين ومعدل ضربات القلب ومعدل التنفس وحركات العين والساق إما في المستشفى أو في مركز النوم.
  • اختبار انقطاع التنفس أثناء النوم في المنزل: سجل معدل التنفس، وتدفق الهواء، ومستوى الأكسجين، ومعدل ضربات القلب، ونبرة الأوعية الدموية.
  • اختبار زمن النوم المتعدد (MSLT): يقيس النعاس أثناء النهار، وتأخذ 4-5 قيلولات بفاصل ساعتين.
  • اختبار الحفاظ على اليقظة (MWT): قم بقياس مستوى اليقظة أثناء النهار، وخذ 4-5 قيلولات، كل منها بفارق ساعتين.
  • تقييم علاج تحفيز العصب في مجرى الهواء العلوي: مجموعة من الاختبارات للمساعدة في تحديد ما إذا كان الجهاز المزروع جراحيًا هو التدخل المناسب لعلاج الانسداد توقف التنفس أثناء النوم.
  • اختبار قياس الأكسجين أثناء الليل: قياس معدل ضربات القلب ومستويات الأكسجين طوال الليل، ويُستخدم كمؤشر على الانخفاضات المحتملة في مستويات الأكسجين أثناء النوم.

علاج اضطرابات النوم

لا يقتصر علاج اضطرابات النوم على نوعها فحسب، بل يشمل أيضًا أسبابها الفردية. ويرجع ذلك إلى أن معظمها عادةً ما يتضمن علاجًا من نوع ما وتغييرًا جذريًا في نمط حياة الشخص. ويشمل علاج اضطرابات النوم عادةً مزيجًا من العلاج الطبي وغير الطبي.

العلاج غير الطبي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): العلاج السلوكي المعرفي (CBT-1) هو أسلوب علاجي يهدف إلى استبدال الأفكار والمعتقدات السلبية المتعلقة بالنوم بأخرى إيجابية، مما يُحسّن جودة النوم. كما يُعلّم المريض كيفية تغيير عادات النوم التي تُبقيه مستيقظًا. يمكن أن تكون جلسات العلاج السلوكي المعرفي عبر الفيديو مفيدة، بالإضافة إلى جلسات العلاج السلوكي المعرفي وجهًا لوجه. يشمل العلاج السلوكي المعرفي الأساليب التالية، مثل:

  • علاج تقييد النوم (SRT): يُقيّد العلاج بالأدوية SRT وقت البقاء في السرير، مما يزيد من الرغبة في النوم.
  • العلاج بالتحكم في التحفيز: يساعد هذا على تعديل أنماط النوم، مما يُسهّل على المرضى النوم. يجب على المرضى عدم الذهاب إلى الفراش إلا عند الشعور بالنعاس. علاوة على ذلك، يجب استخدام السرير للنوم فقط، وبالتالي، يجب عدم استخدامه لمشاهدة التلفزيون أو قراءة الكتب.
  • علاج الاسترخاء: يمكن تطبيق تقنيات الاسترخاء قبل النوم، وتشمل التأمل وتمارين التنفس.
  • نظافة النوم : هذا تجميعٌ للتثقيف حول نمط الحياة والعوامل البيئية التي قد تؤثر على النوم. تشمل هذه المجالات التثقيف حول النوم الطبيعي، وتجنب تعاطي المخدرات، وممارسة الرياضة بانتظام، وبيئة غرفة النوم، وأوقات النوم والاستيقاظ، وتجنب القيلولة أثناء النهار. يُعدّ التثقيف حول صحة النوم بحد ذاته أقل فعالية من العلاج السلوكي المعرفي للأرق لدى الأفراد الذين يعانون من قلة النوم أو الأرق.

علاج الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP): هذا هو العلاج الأكثر شيوعًا لمرضى انقطاع النفس الانسدادي النومي. يرتدي المريض المصاب بانقطاع النفس الانسدادي النومي جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP) أثناء نومه فقط. يتكون هذا الجهاز من خرطوم متصل بقناع يُثبّت على فم المريض أو أنفه. يساعد هذا الجهاز على دفع الهواء إلى مجرى الهواء عند ضغط معين، مما يمنع انسداد مجرى الهواء أثناء نومه.

العلاج الطبي: قد يشمل علاج اضطرابات النوم استخدام الأدوية أو العوامل الدوائية مثل ما يلي:

  • أقراص النوم
  • أقراص الميلاتونين
  • أدوية لعلاج البرد أو الحساسية
  • الأدوية التي تهدف إلى علاج أي حالة موجودة
  • أجهزة CPAP/الإجراءات الجراحية (الأكثر ملاءمة لمرض انقطاع النفس النومي)
  • العلاج بالأجهزة الفموية على شكل واقي ليلي (غالبًا لعلاج صرير الأسنان)

متى يجب عليك طلب المساعدة من الطبيب لعلاج اضطرابات النوم؟

فيما يلي بعض العلامات التي قد تستدعي زيارة الطبيب لعلاج اضطراب النوم لديك:

  • استمرار عدم القدرة على النوم أو البقاء نائمًا
  • النعاس الشديد أثناء النهار
  • أعلى صوت شخير أو أكثر مرات التنفس طلبًا للهواء في منتصف الليل
  • الاستيقاظ عدة مرات في الليل.
  • الاستيقاظ متعبًا
  • غير قادر على التركيز أو الاهتمام
  • الشعور بالانزعاج أو تقلب المزاج
  • النعاس المفرط أثناء النهار وضعف الأداء

إذا كنت تعاني من واحد أو أكثر من هذه الأعراض، فمن الضروري أن تقوم بزيارة الطبيب حتى تتمكن من معرفة سبب المشكلة وكذلك العثور على علاجات بديلة.

الخاتمة

قد تُؤثر اضطرابات النوم سلبًا على مستوى المعيشة، إلا أن تشخيصها وعلاجها يُمكّنان من إدارة هذه الاضطرابات بفعالية. في حال وجود مشاكل في النوم، من الضروري مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن. فمعالجة مشاكل النوم تُحسّن الصحة العامة والرفاهية والإنتاجية.

توفر مستشفيات ياشودا في حيدر أباد رعاية شاملة لاضطرابات النوم، مع فريق من المتخصصين الذين يعالجون الأرق وانقطاع النفس النومي والنوم القهري متلازمة الساق لا يهدأإنهم يستخدمون تقنيات تشخيصية متقدمة وخطط علاج شخصية لمساعدة المرضى على تحقيق نوم مريح وتحسين صحتهم العامة.

هل لديك أي أسئلة أو مخاوف بشأن صحتك؟ نحن هنا لمساعدتك! اتصل بنا على 918065906165+ للحصول على مشورة الخبراء والدعم.

نبذة عن الكاتب -

الدكتور ب. فيسوسواران، استشاري أمراض الرئة التداخلية وطب النوم

نبذة عن الكاتب

دكتور فيسويسواران

الدكتور ب. فيسويسفاران

دكتور في الطب، دكتور في الطب (الرئة والعناية المركزة - حائز على الميدالية الذهبية)، زمالة في طب الرئة التداخلي (ماليزيا)، زمالة في طب النوم، دبلوم أوروبي في طب الجهاز التنفسي للبالغين (سويسرا)

استشاري أول - طب الرئة السريري والتداخلي، أخصائي طب النوم