تبديد المفاهيم الخاطئة الشائعة حول مرض باركنسون

مرض باركنسون هو حالة عصبية مرتبطة بعملية الشيخوخة التي تؤثر على الدماغ وتؤدي إلى حركات غير مقصودة أو لا إرادية. وهو ثاني أكثر أمراض الدماغ شيوعًا المرتبطة بالعمر، ويُقدر أنه يؤثر على ما لا يقل عن 1٪ من كبار السن في جميع أنحاء العالم، وفقًا للمتخصصين. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض باركنسون، يمكن أن تكون الرحلة صعبة، جسديا وعاطفيا.
يمكن أن تؤدي الارتعاشات والتصلب وفقدان التوازن إلى جعل أبسط المهام تبدو مستحيلة. ولكن هناك أمل. ومن خلال فصل الحقائق عن الخرافات، يمكننا أن نفهم هذا المرض بشكل أفضل ونوفر الرعاية والدعم المناسبين للمتعايشين معه. في هذه المقالة، دعونا نكشف بعض الخرافات حول مرض باركنسون ونتعلم كيف يمكننا مساعدة المصابين به ليعيشوا أفضل حياتهم.
الخرافة الأولى: كبار السن فقط هم من يصابون بمرض باركنسون.
حقيقة : على الرغم من أن مرض باركنسون أكثر شيوعًا لدى كبار السن، إلا أنه يمكن أن يؤثر على الأشخاص في أي عمر، بما في ذلك الشباب وحتى الأطفال. بعض الحالات الوراثية يمكن أن تسبب بداية مبكرة لمرض باركنسون. مرض باركنسون هو حالة مزمنة ومتقدمة تتفاقم مع مرور الوقت، بغض النظر عن العمر.
الخرافة الثانية: الشيء الوحيد الذي يعاني منه الأشخاص المصابون بمرض باركنسون هو الرعشة.
حقيقة : في حين أن الرعشة هي واحدة من أكثر الأعراض التي يمكن التعرف عليها لمرض باركنسون، إلا أن الأشخاص المصابين بهذه الحالة يمكن أن يعانون من مجموعة من الأعراض الأخرى أيضًا. وتشمل هذه التصلب، وبطء الحركة، ومشاكل التوازن، واضطرابات النوم، وتغيرات المزاج، والضعف الإدراكي، وخلل حاسة الشم. غالبًا ما يتم التغاضي عن الأعراض غير الحركية لمرض باركنسون أو تشخيصها بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى تأخير العلاج والدعم.
الخرافة الثالثة: الأشخاص المصابون بمرض باركنسون غير عاطفيين.
حقيقة : يمكن للأشخاص المصابين بمرض باركنسون أن يواجهوا مجموعة من المشاعر، تمامًا مثل أي شخص آخر. ومع ذلك، قد يجدون صعوبة في التعبير عن هذه المشاعر بوضوح على وجوههم، بسبب إخفاء الوجه أو تصلبه. يمكن أن يسبب مرض باركنسون أيضًا الاكتئاب والقلق، مما قد يؤثر على الصحة العاطفية.
الخرافة الرابعة: البطء في المشي يرجع إلى مشاكل في ركبتي.
حقيقة : يمكن أن يكون سبب البطء في المشي واضطرابات التوازن هو مرض باركنسون نفسه، حتى في حالة عدم وجود مشاكل في الركبة. من المهم أن يتم تقييمك من قبل طبيب أعصاب إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، حيث أن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يحسن النتائج.
الخرافة الخامسة: مرض باركنسون ليس له علاج، والعلاجات خطيرة للغاية.
حقيقة : على الرغم من عدم وجود علاج لمرض باركنسون، تتوفر العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة. وتشمل هذه الأدوية والجراحة وتغيير نمط الحياة. يشمل علاج مرض باركنسون الناجم عن الأدوية أدوية، مثل ليفودوبا، والتي يمكن أن تحسن الحركة وتقلل من التيبس، بينما يمكن أن يساعد التحفيز العميق للدماغ في تخفيف الارتعاشات والأعراض الأخرى. هذه العلاجات ليست خطيرة عندما يتم وصفها ومراقبتها من قبل أخصائي الرعاية الصحية.
الخرافة السادسة: مرض باركنسون ناجم عن إصابات في الرأس.
حقيقة : في حين أن إصابات الرأس يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون، إلا أنها ليست سببا مباشرا. تلعب العوامل الوراثية والبيئية أيضًا دورًا في تطور مرض باركنسون. بعض العوامل البيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون تشمل التعرض لبعض المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية، على الرغم من أن هذا ليس السبب الوحيد للمرض.
الخرافة السابعة: مرض باركنسون هو حالة وراثية.
حقيقة : هل مرض باركنسون وراثي؟ في حين أن بعض العوامل الوراثية تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون، إلا أن معظم الحالات لا تكون موروثة. تتضمن عوامل خطر الإصابة بمرض باركنسون تاريخًا عائليًا للحالة، لكن هذا ليس صحيحًا في جميع الحالات. مرض باركنسون هو حالة معقدة يمكن أن تنتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.
الخرافة الثامنة: يستطيع الأطباء دائمًا تقديم توقعات دقيقة.
حقيقة : في حين يمكن للأطباء تقديم لمحة عامة عما يمكن توقعه مع مرض باركنسون، فإن تطور الحالة يختلف بشكل كبير بين الأفراد. لذلك، من الصعب التنبؤ بدقة بكيفية تطور مرض باركنسون لدى فرد معين. في بعض الحالات، تتطور مضاعفات مرض باركنسون بشكل أبطأ، بينما في حالات أخرى، يتقدم المرض بسرعة أكبر.
الخرافة التاسعة: كل شخص مصاب بمرض باركنسون يعاني من الرعشة.
حقيقة : على الرغم من أن الرعشات هي أحد الأعراض الشائعة لمرض باركنسون، إلا أنه لا يعاني منها كل من يعاني من هذه الحالة. قد يصاب بعض الأفراد بأعراض غير حركية مثل اضطرابات النوم أو الإمساك أو الاكتئاب قبل التعرض للرعشة. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يصاب بعض الأفراد أبدًا بالرعشة أثناء الإصابة بمرض باركنسون.
الخرافة العاشرة: قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض باركنسون من "نوبات احتدام".
حقيقة : لا يعاني مرض باركنسون عادةً من نوبات احتدام. وبدلاً من ذلك، تتطور الأعراض ببطء مع مرور الوقت، وعلى الرغم من أن الأعراض قد تتقلب على مدار اليوم، إلا أن التفاقم المفاجئ للأعراض ليس عادةً علامة على اشتعال مرض باركنسون. إذا تفاقمت الأعراض فجأة، فقد يكون ذلك بسبب عوامل أخرى مثل تغيرات الدواء أو العدوى أو التوتر.
الخرافة 11: بخلاف المخدرات، لا شيء يمكن أن يساعد.
حقيقة : لقد ثبت أن التمارين الرياضية تساعد في إبطاء أعراض مرض باركنسون وربما تبطئ تطور المرض. تبين أن بدء برنامج تمرين في وقت مبكر والقيام بذلك باستمرار لمدة 2-3 ساعات على الأقل في الأسبوع يؤدي إلى إبطاء انخفاض نوعية الحياة مقارنة بأولئك الذين يبدأون ممارسة الرياضة في وقت لاحق. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد العلاج الطبيعي والتدخلات الأخرى أيضًا في إدارة الأعراض.
الأسطورة 12: مرض باركنسون مميت.
حقيقة : في حين أن مرض باركنسون هو حالة مزمنة يمكن أن تؤثر على نوعية حياة الشخص، فإنه ليس قاتلا عادة. يمكن لمرض باركنسون أن يزيد من خطر السقوط والالتهاب الرئوي، ولكن معظم المرضى يموتون بالمرض وليس منه. يمكن للعديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون أن يعيشوا حياة طويلة ومرضية مع الإدارة والرعاية المناسبة.
مرض باركنسون ليس مجرد حالة طبية، بل هو رحلة شخصية عميقة لا تؤثر على الفرد فحسب، بل على نظام الدعم بأكمله. كل شخص تم تشخيص إصابته بمرض باركنسون لديه قصة فريدة يرويها، وتستحق تجاربه أن تُسمع بتعاطف وتعاطف. من المهم دحض المفاهيم الخاطئة التي تحيط بهذا المرض وتثقيف أنفسنا حول واقع التعايش مع مرض باركنسون.
وبينما نواصل تحقيق خطوات واسعة في الأبحاث والتقدم الطبي، يجب ألا ننسى أبدًا الجانب الإنساني لهذه الحالة. بالنسبة لأولئك الذين يكافحون مرض باركنسون، اعلموا أنك لست وحدك. دعونا نستمر في تثقيف بعضنا البعض باستخدام العلاجات الفعالة واستراتيجيات الإدارة، بهدف نهائي هو تحسين نوعية الحياة والوقاية أيضًا من مرض باركنسون.
المراجع:
- مرض باركنسون: الخرافات والحقائق
https://www.whiteswanfoundation.org/disorders/neurodegenerative-d isorders - الخرافات والحقائق: 7 مفاهيم خاطئة عن مرض باركنسون
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/parkinsons - 9 خرافات حول مرض باركنسون
https://www.medicalnewstoday.com/articles/medical-myths-all-about-parkinsons
نبذة عن الكاتب -
دكتور فارون ريدي جوندلورو، استشاري أمراض الأعصاب، مستشفى ياشودا، حيدر أباد
دكتوراه في الطب (مانيبال)، دكتوراه في طب الأعصاب (AIIMS، نيودلهي)